خـــــيــــــــارات مـــــــؤلـــــــــمـــــــــــة

خيارات مؤلمة


مَـوَاجِـعُ اللَّـيـْلِ فِــي عَينَـيـهِ تُـخْـتَـزَلُ
وَالـحُـزْنُ فِــي قَـلْـبِـهِ مَـــازَالَ يَكْـتَـمِـلُ
يَضُجُّ حَتَّى رِحَابُ الحُلْـمِ مِـنْ سَعَـةٍ
تَضِيقُ وَاليَأْسُ مِلْءَ الأُفْـقِ يَنْسَـدِلُ
لِلْـوَجْـدِ فِــي نَبَـضَـاتِ الـقَـلْـبِ مُـتَّـكَـأٌ
وَلِلْـجَـوَى فِــي مَــدَى أَعْـمَـاقِـهِ نُـــزُلُ
يُدْنِـيـهِ وَهْــجُ الـهَـوَى حِيـنـاً وَيُبْـعِـدُهُ
عَـنِ لَذَّةِ الوَصْلِ حِيناً سَهْـمُهُ العَجِلُ
نَدِيـمُـهُ الصَّـمْـتُ مَـادَامَــتْ بِـخَـاطِـرِهِ
أَرْقَـى المَشَاعِـرِ قَـبْـلَ الـبَـوْحِ تُعْتَـقَـلُ
هَـلْ يَسْتَرِيـحُ وَأَفْـوَاجُ الـكَـرَى رَحَـلَـتْ
وَمَوكِـبُ السُّهْـدِ فِـي جَفْنَيـْهِ يَحْتَفِـلُ
هَـلْ يَسْتَفِـيـقُ وَيَــدْرِي بَـعْـدَ شِقْـوَتِـهِ
أَنَّ التَّـعَـجُّـلَ فِـيـمَـا يَشْـتَـهِـي فَــشَــلُ
أَمْ أَنّــهُ لَــمْ يَــزَلْ مُـنْـذُ الغَـوَايَـةِ فِــي
دَوَّامَــةٍ تَخْتَـفِـي مِــنْ حَولِـهَـا المُـثُـلُ
يَـــا بُـؤْسَــهُ لا إِلَـــى آمَــالِــهِ يَــصِــلُ
وَلا يَــكَــادُ عِــــنِ الأَوهَــــامِ يَـنْـفَـصِـلُ
رَبِيـبَـةَ الهَـجْـرِ يَــا أَقْـصَــى مَتَـاهَـتِـهِ
يَـاحَـاضِـراً بِـأَسَــى مَـاضِـيـهِ يَـتَّـصِـلُ
يَامَنْ رَمَتْ جَمْرَةَ الأَشْوَاقِ فِـي دَمِـهِ
حَتَّـى غَـدَا كُـلُّ عِــرْقٍ فِـيـهِ يَشْتَـعِـلُ
رُدِّي عَـلَـيــهِ فُـــــؤَاداً ذَاتَ تَـضْـحِـيَــةٍ
أتَاكَ يَحْبُـو أَضَاعَـتْ خَطْـوَهُ السُّبُـلُ
شَوقـاً إِلَيـكِ وَطَـيـفُ الـحُـبِّ يَسْبِـقُـهُ
أَتَــاكِ وَالشِّـعْـرُ فِـــي كَـفَّـيْـهِ وَالـغَــزَلُ
أَبْعَـدْتِ عَينَيـكِ عَـنْ مَـرْآهُ لا خَـجَـلاً
مِـنْــهُ وَلَـكِــنْ نَـهَــاكِ الـلَّــوْمُ وَالـعَــذَلُ
مَـــا أَنْــــتِ أَوَّلَ مَــأْسَــاةٍ تَــمُــرُّ بِــــهِ
وَلَـسْـتِ آخِــرَ مَـــنْ يَـأْتِــي وَيَـرْتَـحِـلُ
لَمْ يَبْقَ فِي جَعْبَةِ الأَيَّامِ مِنْ شَجَـنٍ
إِلاَّ أَغَـــــارَ عَـلَــيــهِ وَهْـــــوَ يَـحْـتَــمِــلُ
وَالـوَقْـتُ لَـيـسَ لَـــهُ عَـهْــدٌ وَمَـوعِــدُهُ
مَــا بَـيـنَ أَدْنَــى أَمَـــانٍ فِـيــهِ يَنْـتَـقِـلُ
حَـتَّـى إِذَا لَــمْ تَـفِـي بِـالـوَعْـدِ أُمْـنِـيَـةٌ
مِـــنْ بَيـنِـهَـا وَتَـلاشَــى دُونَـــهُ أَمَــــلُ
مَـضَـى بَـعِـيـداً بِـجُــرْحٍ بَـــاتَ يُثْـقِـلُـهُ
يَـنْـدَكُّ تَـحْـتَ خُـطَـى أَحْـلامِـهِ جَـبَــلُ
الــــــرَّوْعُ يَـــجْـــرِي شَـرَايِــيــنــاً وَأَورِدَةً
خَـلْـفَ الضُّـلُـوعِ وَفِــي أَطْـرَافِـهِ وَهَــلُ
يَــلُــفُّــهُ الــتِّــيــهُ مُــحْــتَــاراً تُـــطَـــارِدُهُ
أَشْبَاحُ مَنْهُمْ عَلَى كَفِّ الهَوَى قُتِلُوا
مَضَى فَهَلْ يَهْتَـدِي فِـي أَوْجِ غُرْبَتِـهِ
أَمْ يَسْتَزِيـدُ أَسَــىً أَمْ يَسْـبِـقُ الأَجَــلُ




نواف بن حسن الحارثي